التقوى

التقوى : فهى من أوجب الواجبات على الخلق ومصدرها القلب.
التقوى فى اللغه : قلة الكلام . ومنه قولهم : التقى مٌلجم.
والتقوى المراده هنا مأخوذة من الاتقاء : وهو جعلك حاجزاً بينك وبين ما تكره.
والتقوى فى الشرع :قال ابن تيميه رحمة الله: (التقوى :فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه)
وقال ابن القيم رحمة الله : (وأما التقوى : فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً وإحساناً أمراً ونهياً فيفعل ما أمر الله به إ...يماناً بالامر وتصديقاً بوعده ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالناهى زخوفاً من وعيده)
وقال ابن كثير رحمه الله : (التقوى : اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات)
وقد امرنا الرب تبارك وتعالى بالتقوى فى كتابه العزيز فى مواضع عده منها قوله تعالى {واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب } (البقرة:196 )
والتقوى : هى وضع وقاية بين العبد وغضب الله وبينه وبين النار بفعل الطاعات وترك الذنوب .
من هنا نعلم ان التقوى من اوجب الواجبات على الخلق وقد دل على ذلك كتاب والسنه وكلام السلف الصالح .
قال تعالى { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } (النساء :131 ) قال القرطبى رحمه الله : (الامر بالتقوى كان عاماً لجميع الامم )
ولا شك ان للتقوى منزلة كبيرة فلم يزل الانبياء والصالحون يوصون بها أقوامهم وأهاليهم.
قال ابن تيمية رحمه الله : (ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى: { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } (النساء:131)
وكما نعلم ان المتقون هم اولياء الله قال تعالى : {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون *الذين أمنوا وكانوا يتقون} (يونس :62 :63 )
قال السعدى رحمه الله : (فكل من كان مؤمناً تقياً كان لله تعالى ولياً)
والتقوى لها ثلاث مراتب:-
المرتبة الاولى :
ان تقى نفسك الخلود فى النار وهذا ياتى عن طريق ترك للشرك والكفر واتباع التوحيد فيجب عليك ان تلتزم التوحيد قال تعالى :{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } (الفتح :26 )
المرتبة الثانية :
ان تتقى كل ما يكون سبباً للعذاب فى النار ولو للحظات يسيرة سواء من كبائر الذنوب او من صغائرها.{الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)} (البقرة: 1: 4 ) اى: هناك من الناس من يتقى الكفر وكبائر الذنوب ويعمل طاعات ويفعل واجباات ولكنه لا يمتنع عن الصغائر ولا يكثر من النوافل فهذا قريب من النجاة
وعن ابى هريرة رضى الله عنه كان يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعه ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر .... والصغائر لها خطر عظيم قد حظر منها سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام.
المرتبة الثالثة :
ان يتنزه العبد عن ما يشغله عن الله عز وجل حتى ولو كان مباحاً .
قال ابو الدرداء رضى الله عنه :( تمام التقوى أن يتقى الله العبد حتى يتقيه فى مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية ان يكون حراماً)
قال الحسن البصرى رحمه اللهة : ( إنما سموا متقين لآنهم اتقوا ما لا يتقى)
واذا تريد ان تكون متقى لابد من العلم:
لابد ان تعلم عن الله فلا تصح التقوى مع الجهل فيجب ان تعلم اولا ماذا تتقى فلابد ان تعرف مواطن رضى الله وان تعلم مواطن سخطه لكى تتبع مواطن رضاه وتبتعد عن مواطن سخطه تعبدا لله .
ومن صفات المتقين كما ذكرها الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } (الاعراف:201 )
ان السبيل الى التقوى لا يتم بالاعمال الظاهرة فى الغالب انما:
يحصل بما وقع فى القلب من خشية الله ومراقبته وعظمته فمن اراد ان يصبح من اهل التقوى فعليه ان يعمل على اصلاح قلبه اولاً مع اصلاح الاعمال الظاهره.
كتبه : تركيه الخضرى الجمعه 13 أكتوبر 2011h