[s .
تحويل القبلة من الأقصي إلي الكعبة
تحقيق ـ عمرو جمال
اليوم تأتينا منحة أخري من منح المغفرة والعطاء ننال فيها عفوا شاملا من الله, وندعو فيستجاب الدعاء, اليوم ينتصف شهر ترفع فيه الأعمال الي رب العالمين, وتأتي ليلته لتعيدنا الي ذكري حدث مهم في تاريخ المسلمين,
ألا وهو تحويل قبلتهم من بيت المقدس الي البيت الحرام, في هذه الليلة جاءنا الأمر الالهي بأن نستقبل الكعبة الشريفة في كل صلواتنا بعد ان كانت قبلتنا هي قبلة اليهود ومثار استخفافهم بديننا.. تفاصيل هذه الليلة وما هو الصحيح في فضلها واحيائها.. ولماذا تغير التوجه من الكعبة أولا الي الأقصي ليعود الي الكعبة مرة أخري؟
كان المسلمون في مكة يتوجهون الي الكعبة منذ أن فرضت عليهم الصلاة, ثم توجهوا الي بيت المقدس بعد الهجرة بأمر الهي للرسول صلي الله عليه وسلم, ثم جاء الأمر القرآني الأخير:( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
وكان التوجه الي بيت المقدس ـ قبلة أهل الكتاب سببا في اتخاذ اليهود اياه ذريعة للاستكبار عن الدخول في الاسلام, اذ اطلقوا في المدينة ألسنتهم بالقول, بأن اتجاه محمد ومن معه الي نفس قبلتهم في الصلاة دليل علي أن دينهم هو الدين الحق, وأن قبلتهم هي القبلة, وأنهم هم الأصل, وفي الوقت ذاته كان الأمر شاقا علي المسلمين من العرب, الذين الفوا في الجاهلية ان يعظموا حرمة البيت الحرام, وأن يجعلوه كعبتهم وقبلتهم.
وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء متجها الي ربه, دون أن ينطق لسانه بشئ, تأدبا مع الله, وانتظارا لتوجيهه بما يرضاه, فنزل القرآن الكريم يستجيب لما اشتاق اليه الرسول صلي الله عليه وسلم:( قد نري تقلب وجهك في السماء, فلنولينك قبلة ترضاها, فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره) وتقول الروايات إن ذلك كان في الشهر السادس عشر أو السابع عشر من الهجرة, كما ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: صلي النبي صلي الله عليه وسلم الي بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته الي البيت الحرام) ولما سمع المسلمون بتحويل القبلة, كان بعضهم في منتصف صلاة, فحولوا وجوههم شطر المسجد الحرام في اثناء صلاتهم, وأكملوا الصلاة تجاه القبلة الجديدة.
عندئذ انطلقت ابواق اليهود بالتشكيك فقد عز عليهم ان يتحول محمد صلي الله عليه وسلم والجماعة المسلمة عن قبلتهم, وأن يفقدوا حجتهم التي يرتكنون اليها في تعاظمهم وفي تشكيك المسلمين في قيمة دينهم, فانطلقت تلقي في صفوف المسلمين وقلوبهم بذور الشك والقلق في قيادتهم وفي اساس عقيدتهم.. فقالوا لهم: ان كان التوجه فيما مضي الي بيت المقدس باطلا فقد ضاعت صلاتكم طوال هذه الفترة, وان كانت حقا فالتوجه الجديد الي المسجد الحرام باطل, صلاتكم اليه ضائعة كلها, وما هذا التغيير للأوامر والآيات الا دليل علي أن محمدا لا يتلقي الوحي من الله, ولكن المولي عز وجل رد عليهم في كتابه الكريم في قوله:( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه) وهو ما يشير العلماء إليه لكونه امرا منقصا لدرجة تدين المسلم ويحول بينه وبين فضل الله وثوابه الجزيل وإن كان لا يعرضه لعقاب من الله ولهذا لما حلف أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألا ينفق علي( مسطح) وكان قريبا له تكلم في عرض ابنته عائشة رضي الله عنها في واقعة الافك نزل قوله تعالي:( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم) فقال أبو بكر نعم نحب ذلك وعاد الي الانفاق عليه فالمحقود عليه امامه ثلاثة اختيارات( عند القدرة) اما آن يستوفي حقه الذي يستحقه من غير زيادة أو نقصان وهذا هو العدل وهو اختيار المؤمنين والثاني ان يحسن اليه بالعفو والصلة وذلك هو الفضل وهو اختيار الصديقين أما الأخير فهو ان يظلمه بما لا يستحقه وذلك وهو الجور وهو اختيار الأراذل.
صيامها وقيام ليلها.. بدعة
من البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان, وتخصيص يومها بالصيام, وليس علي ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه, والذي عليه جمهور العلماء ان الاحتفال بها بدعة منكرة, وأن الأحاديث الواردة في فضل العبادة فيها كلها ضعيفة وبعضها موضوع, وكما يقول الدكتور محمد عبدرب النبي الأستاذ بكلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر( أسيوط): الواجب عدم ابتداع عبادات مخصوصة بهذه المناسبات لا أصل لها في الشرع مادام لم يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم انه خصها بصيام أو قيام أو بعبادة ما أو أمر بها, لأن العبادات توقيفية لا يجوز الابتداع فيها والاختراع دون أصل شرعي.
وقد أجمع العلماء علي أن الواجب رد ما اختلف فيه الناس من المسائل الي كتاب الله عز وجل, وإلي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم, فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع, وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها, كما قال الله سبحانه وتعالي في سورة النساء:( فان تنازعتم في شئ فردوه الي الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).
ومن الفضل المزعوم لهذه الليلة ما يقوله البعض من حديث: يا علي من صلي مائة ركعة ليلة النصف من شعبان, يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب, و قل هو الله احد) عشر مرات, الا قضي الله له كل حاجة.. الخ) وهو موضوع أي مكذوب علي النبي صلي الله عليه وسلم ورجاله مجهولون, وحديث( اذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) ضعيف كذلك وقال الامام النووي: صلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة, بدعة منكرة واذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قال:( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام, الا أن يكون في صوم يصومه أحدكم) رغم ان يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس, فالأمر كذلك مع النصف من شعبان.
[/size]تحقيق ـ عمرو جمال
اليوم تأتينا منحة أخري من منح المغفرة والعطاء ننال فيها عفوا شاملا من الله, وندعو فيستجاب الدعاء, اليوم ينتصف شهر ترفع فيه الأعمال الي رب العالمين, وتأتي ليلته لتعيدنا الي ذكري حدث مهم في تاريخ المسلمين,
ألا وهو تحويل قبلتهم من بيت المقدس الي البيت الحرام, في هذه الليلة جاءنا الأمر الالهي بأن نستقبل الكعبة الشريفة في كل صلواتنا بعد ان كانت قبلتنا هي قبلة اليهود ومثار استخفافهم بديننا.. تفاصيل هذه الليلة وما هو الصحيح في فضلها واحيائها.. ولماذا تغير التوجه من الكعبة أولا الي الأقصي ليعود الي الكعبة مرة أخري؟
كان المسلمون في مكة يتوجهون الي الكعبة منذ أن فرضت عليهم الصلاة, ثم توجهوا الي بيت المقدس بعد الهجرة بأمر الهي للرسول صلي الله عليه وسلم, ثم جاء الأمر القرآني الأخير:( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
وكان التوجه الي بيت المقدس ـ قبلة أهل الكتاب سببا في اتخاذ اليهود اياه ذريعة للاستكبار عن الدخول في الاسلام, اذ اطلقوا في المدينة ألسنتهم بالقول, بأن اتجاه محمد ومن معه الي نفس قبلتهم في الصلاة دليل علي أن دينهم هو الدين الحق, وأن قبلتهم هي القبلة, وأنهم هم الأصل, وفي الوقت ذاته كان الأمر شاقا علي المسلمين من العرب, الذين الفوا في الجاهلية ان يعظموا حرمة البيت الحرام, وأن يجعلوه كعبتهم وقبلتهم.
وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء متجها الي ربه, دون أن ينطق لسانه بشئ, تأدبا مع الله, وانتظارا لتوجيهه بما يرضاه, فنزل القرآن الكريم يستجيب لما اشتاق اليه الرسول صلي الله عليه وسلم:( قد نري تقلب وجهك في السماء, فلنولينك قبلة ترضاها, فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره) وتقول الروايات إن ذلك كان في الشهر السادس عشر أو السابع عشر من الهجرة, كما ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: صلي النبي صلي الله عليه وسلم الي بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته الي البيت الحرام) ولما سمع المسلمون بتحويل القبلة, كان بعضهم في منتصف صلاة, فحولوا وجوههم شطر المسجد الحرام في اثناء صلاتهم, وأكملوا الصلاة تجاه القبلة الجديدة.
عندئذ انطلقت ابواق اليهود بالتشكيك فقد عز عليهم ان يتحول محمد صلي الله عليه وسلم والجماعة المسلمة عن قبلتهم, وأن يفقدوا حجتهم التي يرتكنون اليها في تعاظمهم وفي تشكيك المسلمين في قيمة دينهم, فانطلقت تلقي في صفوف المسلمين وقلوبهم بذور الشك والقلق في قيادتهم وفي اساس عقيدتهم.. فقالوا لهم: ان كان التوجه فيما مضي الي بيت المقدس باطلا فقد ضاعت صلاتكم طوال هذه الفترة, وان كانت حقا فالتوجه الجديد الي المسجد الحرام باطل, صلاتكم اليه ضائعة كلها, وما هذا التغيير للأوامر والآيات الا دليل علي أن محمدا لا يتلقي الوحي من الله, ولكن المولي عز وجل رد عليهم في كتابه الكريم في قوله:( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه) وهو ما يشير العلماء إليه لكونه امرا منقصا لدرجة تدين المسلم ويحول بينه وبين فضل الله وثوابه الجزيل وإن كان لا يعرضه لعقاب من الله ولهذا لما حلف أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألا ينفق علي( مسطح) وكان قريبا له تكلم في عرض ابنته عائشة رضي الله عنها في واقعة الافك نزل قوله تعالي:( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم) فقال أبو بكر نعم نحب ذلك وعاد الي الانفاق عليه فالمحقود عليه امامه ثلاثة اختيارات( عند القدرة) اما آن يستوفي حقه الذي يستحقه من غير زيادة أو نقصان وهذا هو العدل وهو اختيار المؤمنين والثاني ان يحسن اليه بالعفو والصلة وذلك هو الفضل وهو اختيار الصديقين أما الأخير فهو ان يظلمه بما لا يستحقه وذلك وهو الجور وهو اختيار الأراذل.
صيامها وقيام ليلها.. بدعة
من البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان, وتخصيص يومها بالصيام, وليس علي ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه, والذي عليه جمهور العلماء ان الاحتفال بها بدعة منكرة, وأن الأحاديث الواردة في فضل العبادة فيها كلها ضعيفة وبعضها موضوع, وكما يقول الدكتور محمد عبدرب النبي الأستاذ بكلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر( أسيوط): الواجب عدم ابتداع عبادات مخصوصة بهذه المناسبات لا أصل لها في الشرع مادام لم يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم انه خصها بصيام أو قيام أو بعبادة ما أو أمر بها, لأن العبادات توقيفية لا يجوز الابتداع فيها والاختراع دون أصل شرعي.
وقد أجمع العلماء علي أن الواجب رد ما اختلف فيه الناس من المسائل الي كتاب الله عز وجل, وإلي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم, فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع, وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها, كما قال الله سبحانه وتعالي في سورة النساء:( فان تنازعتم في شئ فردوه الي الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).
ومن الفضل المزعوم لهذه الليلة ما يقوله البعض من حديث: يا علي من صلي مائة ركعة ليلة النصف من شعبان, يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب, و قل هو الله احد) عشر مرات, الا قضي الله له كل حاجة.. الخ) وهو موضوع أي مكذوب علي النبي صلي الله عليه وسلم ورجاله مجهولون, وحديث( اذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) ضعيف كذلك وقال الامام النووي: صلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة, بدعة منكرة واذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قال:( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام, الا أن يكون في صوم يصومه أحدكم) رغم ان يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس, فالأمر كذلك مع النصف من شعبان.
السبت 26 سبتمبر 2015, 8:00 am من طرف إبراهيم محمود
» كيف تصبح اكثر ذكاءا
السبت 06 ديسمبر 2014, 7:29 pm من طرف ahmedfahmy7777
» خريطة نواتج التعلم مادة اللغة العربية الصف الأول الإعدادي
السبت 22 نوفمبر 2014, 4:49 pm من طرف mabrok
» مفهوم الجودة في التعليم .
الخميس 02 أكتوبر 2014, 10:52 pm من طرف abod7611
» خريطة المنهج نواتج التعلم
الجمعة 15 نوفمبر 2013, 2:42 pm من طرف مرفت
» سرقة جميع اجهزة اللابتوب من معمل مدرسة خالد بن الوليد
الجمعة 20 سبتمبر 2013, 9:19 pm من طرف asforatalfasad
» دليل اللامركزية المالية فى التعليم الباب الثانى والباب السادس للعام 2012/2011
الخميس 29 أغسطس 2013, 4:27 pm من طرف mandooo_70
» انبذ الكراهية وعيش لحب الاخرين
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:37 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» التهنئة القلبية بالعيد المبارك
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:26 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» المواقع التعليمية تتنافس فى تقديم (المراجعات) بالصوت والصورة
الخميس 02 مايو 2013, 11:50 pm من طرف فاتن سعيد
» الممارسات الجديدة فى مجال المتعلم للتعليم الاساسى
الجمعة 26 أبريل 2013, 2:59 pm من طرف الطيف الحزين
» فن الحديث الراقى
الأربعاء 02 يناير 2013, 3:30 pm من طرف وسام وجيه
» التعلم النشط
السبت 29 ديسمبر 2012, 7:31 pm من طرف رحاب
» تهنئة قلبية بحلول عيد الاضحى المبارك
الأحد 21 أكتوبر 2012, 5:02 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» العزاء واجب للاخت العزيزة (برنسيسة 2)
الأحد 21 أكتوبر 2012, 4:57 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» نموذج افادة لهيئة الاعتماد
الثلاثاء 18 سبتمبر 2012, 9:48 pm من طرف Mr1_Mahmoud
» الجودة فى الإسلام
السبت 15 سبتمبر 2012, 12:04 am من طرف رحاب
» الفرق بين الرؤية والرسالة
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 10:47 pm من طرف رحاب
» اسئلة جديدة ادخل وجاوب؟؟؟
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 9:29 pm من طرف asmaa salim
» "إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟؟؟؟؟
الخميس 02 أغسطس 2012, 12:39 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه