b
8]]مساحة رأى(لماذا يكرهوننا؟
بقلم على السيد 6/ 1/ 2012
يقيناً لا تريد الولايات المتحدة، وأوروبا وبعض الدول العربية، أن تكون مصر دولة قوية. ومن المؤكد أن دافع الضرائب فى أمريكا والغرب ليس ساذجا لكى يقبل أن توزع أمواله على الدول الفقيرة، حبا وكرما أو من أجل أن تنعم هذه الدول بالديمقراطية. ولا يوجد فى العلاقات الدولية شىء اسمه صداقة، فالشىء الوحيد الذى يربط الجميع هو المصلحة، وأمريكا، على سبيل المثال، تحوِّل الدول إلى «دول صديقة» إذا تعاونت معها من أجل مصالحها، أو «دول عدوة» إذا وقفت فى وجه مصالحها، وكل الدول الأوروبية تسير على المنوال نفسه.
وبعيدا عن المصالح تقع مصر فى محيط ينظر إليه كل العالم، بحكم المصالح والمنافع، والأخطار الكثيرة. والتعامل مع مصر يضع فى الحسبان أشياء كثيرة، منها الموقع الجغرافى ومدى قوة الجيش المرتهن بقوة وضعف الدولة.
ومن البديهى أن نعرف أن مصر القوية اقتصاديا وعسكريا، والمستقرة اجتماعيا بسبب تطبيق العدل، وانتشار الحرية، هى دولة مخيفة لإسرائيل وللغرب صاحب المصالح المتنوعة فى المنطقة، ولذلك رأينا إسرائيل تعتذر، فى سابقة تاريخية، عن قتل جنودنا على الحدود لأنها شعرت بالخطر الحقيقى.
وكانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية طيبة مع المجلس العسكرى حين كانت تسعى لإخضاع مصر لرغباتها، ثم قلبت سياستها كأنها الوريث الشرعى لهذه البلاد، وراحت تقلب الشعب على بعضه، وتثير الفتن والقلاقل، حين تيقنت أن السياسة المصرية لا تسير على هواها، وأن الانتخابات لم تأت بما تشتهى.
وليس غريبا ما نشرته الزميلة نشوى الحوفى فى صدر الصفحة الأولى بـ«المصرى اليوم»، قبل أيام، عن الضغوط التى مارستها أمريكا على المجلس العسكرى لكى يعين الدكتور محمد البرادعى رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطنى، لكى يكبح أو يمنع صعود تيار الإسلام السياسى، ويحول دون وصوله إلى السلطة.
الغريب فى هذا الأمر هو تسريب الولايات المتحدة هذه المعلومات إلى جهات عربية كثيرة فى إطار حملة لمنع مساعدة مصر ماليا، وهى بذلك تكون قد أحدثت فتنة بين «البرادعى»، الذى لم يكن قريبا من الأمريكان عندما كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة، وتيارات الإسلام السياسى التى تقف على شعرة مع «البرادعى»، ثم إحراج المجلس العسكرى وإظهاره بأنه يناصر الإخوان والسلفيين على حساب التيارات الليبرالية. وإذا كان المجلس العسكرى قد رفض «البرادعى» رئيسا للوزراء، فعنده كل الحق حتى لو كان «البرادعى» أعظم رجل فى العالم.
أولا: لأن الأمريكان أرادوا ذلك، ولا ننسى أن الأمريكان كانوا يريدون جمال مبارك رئيسا، ولا ننسى أيضا أن مصر دولة ذات سيادة وكرامة، وليست ولاية أمريكية تدين بالولاء للبيت الأبيض. ثانيا: كان يمكن أن يرضى تعيين «البرادعى» رئيسا لحكومة الإنقاذ الميدان، لكنه كان سيغضب تيارات الإسلام السياسى التى رأت نفسها قوة كبرى بعد انتخابات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وحتى قبل الانتخابات كانت تعتبر نفسها القوة الحاكمة بأمرها، كما أن هذه التيارات لن تقبل بـ«البرادعى» لأنها تعاديه حتى قبل سقوط النظام السابق.
أيضا ينبغى التوقف كثيرا أمام غضب أمريكا من تفتيش مقار بعض منظمات المجتمع المدنى، من قبل جهات قضائية، ففى كل الحالات هذا شأن داخلى، سواء اعتبرنا ذلك خطأ أو حقاً للقضاء فى ممارسة عمله، خصوصا أن أعضاء هذه المنظمات لديهم من الوسائل والأساليب ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم.
وأتحدى أن يتم تحويل مبلغ ألف دولار إلى أمريكا دون أن تعلم السلطات الأمريكية أين سيصرف هذا المبلغ البسيط، وأظن أن مشكلة هذه المنظمات تكمن فى معرفة الدولة بمصادر الأموال وطريقة صرفها، وتلك ليست معضلة، خصوصا أننا جميعا نسعى لأن تسود الشفافية وأن نحتكم للقانون. وإذا عرفنا ذلك فعلينا أن نسأل كما كان الأمريكان يسألون: لماذا يكرهوننا؟
[/b][/size]بقلم على السيد 6/ 1/ 2012
يقيناً لا تريد الولايات المتحدة، وأوروبا وبعض الدول العربية، أن تكون مصر دولة قوية. ومن المؤكد أن دافع الضرائب فى أمريكا والغرب ليس ساذجا لكى يقبل أن توزع أمواله على الدول الفقيرة، حبا وكرما أو من أجل أن تنعم هذه الدول بالديمقراطية. ولا يوجد فى العلاقات الدولية شىء اسمه صداقة، فالشىء الوحيد الذى يربط الجميع هو المصلحة، وأمريكا، على سبيل المثال، تحوِّل الدول إلى «دول صديقة» إذا تعاونت معها من أجل مصالحها، أو «دول عدوة» إذا وقفت فى وجه مصالحها، وكل الدول الأوروبية تسير على المنوال نفسه.
وبعيدا عن المصالح تقع مصر فى محيط ينظر إليه كل العالم، بحكم المصالح والمنافع، والأخطار الكثيرة. والتعامل مع مصر يضع فى الحسبان أشياء كثيرة، منها الموقع الجغرافى ومدى قوة الجيش المرتهن بقوة وضعف الدولة.
ومن البديهى أن نعرف أن مصر القوية اقتصاديا وعسكريا، والمستقرة اجتماعيا بسبب تطبيق العدل، وانتشار الحرية، هى دولة مخيفة لإسرائيل وللغرب صاحب المصالح المتنوعة فى المنطقة، ولذلك رأينا إسرائيل تعتذر، فى سابقة تاريخية، عن قتل جنودنا على الحدود لأنها شعرت بالخطر الحقيقى.
وكانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية طيبة مع المجلس العسكرى حين كانت تسعى لإخضاع مصر لرغباتها، ثم قلبت سياستها كأنها الوريث الشرعى لهذه البلاد، وراحت تقلب الشعب على بعضه، وتثير الفتن والقلاقل، حين تيقنت أن السياسة المصرية لا تسير على هواها، وأن الانتخابات لم تأت بما تشتهى.
وليس غريبا ما نشرته الزميلة نشوى الحوفى فى صدر الصفحة الأولى بـ«المصرى اليوم»، قبل أيام، عن الضغوط التى مارستها أمريكا على المجلس العسكرى لكى يعين الدكتور محمد البرادعى رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطنى، لكى يكبح أو يمنع صعود تيار الإسلام السياسى، ويحول دون وصوله إلى السلطة.
الغريب فى هذا الأمر هو تسريب الولايات المتحدة هذه المعلومات إلى جهات عربية كثيرة فى إطار حملة لمنع مساعدة مصر ماليا، وهى بذلك تكون قد أحدثت فتنة بين «البرادعى»، الذى لم يكن قريبا من الأمريكان عندما كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة، وتيارات الإسلام السياسى التى تقف على شعرة مع «البرادعى»، ثم إحراج المجلس العسكرى وإظهاره بأنه يناصر الإخوان والسلفيين على حساب التيارات الليبرالية. وإذا كان المجلس العسكرى قد رفض «البرادعى» رئيسا للوزراء، فعنده كل الحق حتى لو كان «البرادعى» أعظم رجل فى العالم.
أولا: لأن الأمريكان أرادوا ذلك، ولا ننسى أن الأمريكان كانوا يريدون جمال مبارك رئيسا، ولا ننسى أيضا أن مصر دولة ذات سيادة وكرامة، وليست ولاية أمريكية تدين بالولاء للبيت الأبيض. ثانيا: كان يمكن أن يرضى تعيين «البرادعى» رئيسا لحكومة الإنقاذ الميدان، لكنه كان سيغضب تيارات الإسلام السياسى التى رأت نفسها قوة كبرى بعد انتخابات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وحتى قبل الانتخابات كانت تعتبر نفسها القوة الحاكمة بأمرها، كما أن هذه التيارات لن تقبل بـ«البرادعى» لأنها تعاديه حتى قبل سقوط النظام السابق.
أيضا ينبغى التوقف كثيرا أمام غضب أمريكا من تفتيش مقار بعض منظمات المجتمع المدنى، من قبل جهات قضائية، ففى كل الحالات هذا شأن داخلى، سواء اعتبرنا ذلك خطأ أو حقاً للقضاء فى ممارسة عمله، خصوصا أن أعضاء هذه المنظمات لديهم من الوسائل والأساليب ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم.
وأتحدى أن يتم تحويل مبلغ ألف دولار إلى أمريكا دون أن تعلم السلطات الأمريكية أين سيصرف هذا المبلغ البسيط، وأظن أن مشكلة هذه المنظمات تكمن فى معرفة الدولة بمصادر الأموال وطريقة صرفها، وتلك ليست معضلة، خصوصا أننا جميعا نسعى لأن تسود الشفافية وأن نحتكم للقانون. وإذا عرفنا ذلك فعلينا أن نسأل كما كان الأمريكان يسألون: لماذا يكرهوننا؟
السبت 26 سبتمبر 2015, 8:00 am من طرف إبراهيم محمود
» كيف تصبح اكثر ذكاءا
السبت 06 ديسمبر 2014, 7:29 pm من طرف ahmedfahmy7777
» خريطة نواتج التعلم مادة اللغة العربية الصف الأول الإعدادي
السبت 22 نوفمبر 2014, 4:49 pm من طرف mabrok
» مفهوم الجودة في التعليم .
الخميس 02 أكتوبر 2014, 10:52 pm من طرف abod7611
» خريطة المنهج نواتج التعلم
الجمعة 15 نوفمبر 2013, 2:42 pm من طرف مرفت
» سرقة جميع اجهزة اللابتوب من معمل مدرسة خالد بن الوليد
الجمعة 20 سبتمبر 2013, 9:19 pm من طرف asforatalfasad
» دليل اللامركزية المالية فى التعليم الباب الثانى والباب السادس للعام 2012/2011
الخميس 29 أغسطس 2013, 4:27 pm من طرف mandooo_70
» انبذ الكراهية وعيش لحب الاخرين
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:37 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» التهنئة القلبية بالعيد المبارك
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:26 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» المواقع التعليمية تتنافس فى تقديم (المراجعات) بالصوت والصورة
الخميس 02 مايو 2013, 11:50 pm من طرف فاتن سعيد
» الممارسات الجديدة فى مجال المتعلم للتعليم الاساسى
الجمعة 26 أبريل 2013, 2:59 pm من طرف الطيف الحزين
» فن الحديث الراقى
الأربعاء 02 يناير 2013, 3:30 pm من طرف وسام وجيه
» التعلم النشط
السبت 29 ديسمبر 2012, 7:31 pm من طرف رحاب
» تهنئة قلبية بحلول عيد الاضحى المبارك
الأحد 21 أكتوبر 2012, 5:02 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» العزاء واجب للاخت العزيزة (برنسيسة 2)
الأحد 21 أكتوبر 2012, 4:57 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» نموذج افادة لهيئة الاعتماد
الثلاثاء 18 سبتمبر 2012, 9:48 pm من طرف Mr1_Mahmoud
» الجودة فى الإسلام
السبت 15 سبتمبر 2012, 12:04 am من طرف رحاب
» الفرق بين الرؤية والرسالة
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 10:47 pm من طرف رحاب
» اسئلة جديدة ادخل وجاوب؟؟؟
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 9:29 pm من طرف asmaa salim
» "إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟؟؟؟؟
الخميس 02 أغسطس 2012, 12:39 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه