[
b]صباح الفل يابلد(فساد المؤسسات )
بقلم لميس الحديدى ١/ ٣/ ٢٠١١
ينشغل أهل المحروسة هذه الأيام بمتابعة حكايات الفساد والأراضى المنهوبة والأموال المسلوبة، ظناً أن تلك المليارات قد تعود وتوزع على الملايين من الشعب الذى تُنهب إرادته قبل أن تُنهب أمواله.
وعلى الرغم من أهمية المحاسبة وضرب الفساد وقطع رقاب الفاسدين والمفسدين (بمحاكمات عادلة) فإن الأهم فى رأيى ليس فساد الأشخاص ولكن فساد المؤسسات، أى الفساد المقنن فى حياتنا اليومية الذى أصبح جزءا لا يتجزأ منها.
فقوانين الفساد وتضارب الجهات الرقابية وتعددها وخضوعها للسلطات التنفيذية جميعها سهّلت فى النهاية سلب تلك الأموال والاستيلاء على تلك الأراضى. وأظن أن كثيرا من القضايا الماثلة أمام التحقيقات الآن قد تسقط هاوية لأن أوراقها غير مكتملة وقراءتها غير ثابتة، تماما كقضايا المخدرات لعدم إمساك أصحابها متلبسين. هكذا الفساد فى مصر أُفسح له - بالقوانين وتحت نظر الجهات الرقابية الموجهة - لكى يرتع ويزدهر حتى أصبح جزءا من المشهد السياسى والاقتصادى المصرى.. «وكله بالقانون».
ولا يعنى ذلك أن علينا تشديد القوانين بشكل ينفر المستثمرين أو يرعبهم ولا زيادة الجهات الرقابية التى ثبت أن تعددها يبطل مفعولها. المطلوب هنا هو مراجعة تلك القوانين (كالتى يتعلق منها باستخدامات الأراضى) وحصر الجهات الرقابية وتحقيق استقلالها عن السلطة التنفيذية لكى تكون فاعلة. والأهم هنا هو مراجعة سبل التطبيق التى غالبا ما تكون سببا رئيسيا فى طغيان الفساد وتحويله إلى أمر واقع.
وأكبر مؤسسات فساد الأمر الواقع هى المحليات، تلك المؤسسة أو المؤسسات المسؤولة عن جُلّ الفساد فى مصر.
فهى المنوط بها تطبيق معظم القوانين على الأرض، وهى أيضا المنوط بها إيقاف ذلك التطبيق. فإذا خُصصت أرض مثلا لرجل أعمال لاستخدامات الزراعة ثم تحولت فجأة إلى منتجع.. من المسؤول عن مراجعة ذلك وإيقافه أو غض البصر عنه؟ وعلى النقيض فإن مشروعات شرعية ومشروعة قد تتم إعاقتها حتى تسدد ما عليها من «إتاوات» لمسؤولى المحليات.
ويبدو فساد المحليات – كنموذج لفساد المؤسسات فى مصر – هو الأعظم، لأنها جهة تتعامل مع كل مواطن مصرى، فلا يمكن أن يقام حتى كشك سجائر دون موافقة ودون فساد وإفساد.
ذلك الفساد هو الأخطر، ذلك الفساد الأهم، لأنه لا يتعلق بمجموعة أشخاص يسرقون أو ينهبون، ولكنه يتعلق بملايين المواطنين يقعون فريسة له، فيدفعون صاغرين ليتحول بعد ذلك إلى قواعد وقوانين وأسلوب حياة للمواطن والمستثمر معاً فى شبكة لا يمكن فضها بعد ذلك.
أرجوكم لا تنشغلوا بالمليارات التى خرجت، أرجوكم لا تنشغلوا بالأسماء الكثيرة، اتركوا التحقيقات والمحاكمات تقوم بعملها لكن الانشغال الأهم يجب أن يكون بمؤسسات الفساد، ذلك الفساد المقنن الذى ينخر فى اقتصادنا وحياتنا. فإذا لم تطهر تلك المؤسسات فسنعود إلى الدائرة
الفاسدة نفسها، ولكن فى غيبة الكبار.
[/b]
بقلم لميس الحديدى ١/ ٣/ ٢٠١١
ينشغل أهل المحروسة هذه الأيام بمتابعة حكايات الفساد والأراضى المنهوبة والأموال المسلوبة، ظناً أن تلك المليارات قد تعود وتوزع على الملايين من الشعب الذى تُنهب إرادته قبل أن تُنهب أمواله.
وعلى الرغم من أهمية المحاسبة وضرب الفساد وقطع رقاب الفاسدين والمفسدين (بمحاكمات عادلة) فإن الأهم فى رأيى ليس فساد الأشخاص ولكن فساد المؤسسات، أى الفساد المقنن فى حياتنا اليومية الذى أصبح جزءا لا يتجزأ منها.
فقوانين الفساد وتضارب الجهات الرقابية وتعددها وخضوعها للسلطات التنفيذية جميعها سهّلت فى النهاية سلب تلك الأموال والاستيلاء على تلك الأراضى. وأظن أن كثيرا من القضايا الماثلة أمام التحقيقات الآن قد تسقط هاوية لأن أوراقها غير مكتملة وقراءتها غير ثابتة، تماما كقضايا المخدرات لعدم إمساك أصحابها متلبسين. هكذا الفساد فى مصر أُفسح له - بالقوانين وتحت نظر الجهات الرقابية الموجهة - لكى يرتع ويزدهر حتى أصبح جزءا من المشهد السياسى والاقتصادى المصرى.. «وكله بالقانون».
ولا يعنى ذلك أن علينا تشديد القوانين بشكل ينفر المستثمرين أو يرعبهم ولا زيادة الجهات الرقابية التى ثبت أن تعددها يبطل مفعولها. المطلوب هنا هو مراجعة تلك القوانين (كالتى يتعلق منها باستخدامات الأراضى) وحصر الجهات الرقابية وتحقيق استقلالها عن السلطة التنفيذية لكى تكون فاعلة. والأهم هنا هو مراجعة سبل التطبيق التى غالبا ما تكون سببا رئيسيا فى طغيان الفساد وتحويله إلى أمر واقع.
وأكبر مؤسسات فساد الأمر الواقع هى المحليات، تلك المؤسسة أو المؤسسات المسؤولة عن جُلّ الفساد فى مصر.
فهى المنوط بها تطبيق معظم القوانين على الأرض، وهى أيضا المنوط بها إيقاف ذلك التطبيق. فإذا خُصصت أرض مثلا لرجل أعمال لاستخدامات الزراعة ثم تحولت فجأة إلى منتجع.. من المسؤول عن مراجعة ذلك وإيقافه أو غض البصر عنه؟ وعلى النقيض فإن مشروعات شرعية ومشروعة قد تتم إعاقتها حتى تسدد ما عليها من «إتاوات» لمسؤولى المحليات.
ويبدو فساد المحليات – كنموذج لفساد المؤسسات فى مصر – هو الأعظم، لأنها جهة تتعامل مع كل مواطن مصرى، فلا يمكن أن يقام حتى كشك سجائر دون موافقة ودون فساد وإفساد.
ذلك الفساد هو الأخطر، ذلك الفساد الأهم، لأنه لا يتعلق بمجموعة أشخاص يسرقون أو ينهبون، ولكنه يتعلق بملايين المواطنين يقعون فريسة له، فيدفعون صاغرين ليتحول بعد ذلك إلى قواعد وقوانين وأسلوب حياة للمواطن والمستثمر معاً فى شبكة لا يمكن فضها بعد ذلك.
أرجوكم لا تنشغلوا بالمليارات التى خرجت، أرجوكم لا تنشغلوا بالأسماء الكثيرة، اتركوا التحقيقات والمحاكمات تقوم بعملها لكن الانشغال الأهم يجب أن يكون بمؤسسات الفساد، ذلك الفساد المقنن الذى ينخر فى اقتصادنا وحياتنا. فإذا لم تطهر تلك المؤسسات فسنعود إلى الدائرة
الفاسدة نفسها، ولكن فى غيبة الكبار.
[/b]
السبت 26 سبتمبر 2015, 8:00 am من طرف إبراهيم محمود
» كيف تصبح اكثر ذكاءا
السبت 06 ديسمبر 2014, 7:29 pm من طرف ahmedfahmy7777
» خريطة نواتج التعلم مادة اللغة العربية الصف الأول الإعدادي
السبت 22 نوفمبر 2014, 4:49 pm من طرف mabrok
» مفهوم الجودة في التعليم .
الخميس 02 أكتوبر 2014, 10:52 pm من طرف abod7611
» خريطة المنهج نواتج التعلم
الجمعة 15 نوفمبر 2013, 2:42 pm من طرف مرفت
» سرقة جميع اجهزة اللابتوب من معمل مدرسة خالد بن الوليد
الجمعة 20 سبتمبر 2013, 9:19 pm من طرف asforatalfasad
» دليل اللامركزية المالية فى التعليم الباب الثانى والباب السادس للعام 2012/2011
الخميس 29 أغسطس 2013, 4:27 pm من طرف mandooo_70
» انبذ الكراهية وعيش لحب الاخرين
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:37 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» التهنئة القلبية بالعيد المبارك
الإثنين 12 أغسطس 2013, 1:26 am من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» المواقع التعليمية تتنافس فى تقديم (المراجعات) بالصوت والصورة
الخميس 02 مايو 2013, 11:50 pm من طرف فاتن سعيد
» الممارسات الجديدة فى مجال المتعلم للتعليم الاساسى
الجمعة 26 أبريل 2013, 2:59 pm من طرف الطيف الحزين
» فن الحديث الراقى
الأربعاء 02 يناير 2013, 3:30 pm من طرف وسام وجيه
» التعلم النشط
السبت 29 ديسمبر 2012, 7:31 pm من طرف رحاب
» تهنئة قلبية بحلول عيد الاضحى المبارك
الأحد 21 أكتوبر 2012, 5:02 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» العزاء واجب للاخت العزيزة (برنسيسة 2)
الأحد 21 أكتوبر 2012, 4:57 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه
» نموذج افادة لهيئة الاعتماد
الثلاثاء 18 سبتمبر 2012, 9:48 pm من طرف Mr1_Mahmoud
» الجودة فى الإسلام
السبت 15 سبتمبر 2012, 12:04 am من طرف رحاب
» الفرق بين الرؤية والرسالة
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 10:47 pm من طرف رحاب
» اسئلة جديدة ادخل وجاوب؟؟؟
الأربعاء 12 سبتمبر 2012, 9:29 pm من طرف asmaa salim
» "إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟؟؟؟؟
الخميس 02 أغسطس 2012, 12:39 pm من طرف نعمه محمد عبد الرحيم جمعه