جودة التعليم من منظور إسلامي (الإحسان، الإتقان، الجودة، التميز)

د. الحسن عبد الله باشيوة



مقدمة:


تهدف المعايير الأدائية النابعة من الفكر الإسلامي لتحقيق التميز المستمر لكل مضامين الأداء، حيث يسعى الاحسان لضمان مستوى عالٍ للاتقان المستمر عبر مراحل سيرورة الاستمرار للجودة الشاملة من خلال ضبط جودة نوعية القيمة المضافة للمخرجات في كل مراحل وأجزاء النظام بالاستناد الى أسس ومعايير علمية ومهنية شاملة، والتي تؤكد على تجويد القيمة المنتجة عبر المراحل المتواصلة في فروع النظام بالإتقان المتواصل التي تفهم من خلال النصوص الصريحة التي أوردها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة، واجتهاد ات العلماء الذين ربطوا وصلات الحضارة الإنسانية والمنتوج الحضاري للبشرية.
سعى الإسلام دائما تحقيق الإتقان لأجل الوصول الى قناعة ممارسة الاحسان في كل مجالات الحياة، وربط ذلك بأمانة العمل وإخلاص النية فيه التي هي قناعة ومسؤولية فردية، لان الإتقان البشري يقتضي دائما القناعة الفكرية، وتوفر الشروط المفعلة للأداء السليم والأداء المتميز دون تفريط ولاتمني. والاحسان كما ورد في قول الصحابي الجليل علي بن أبي طالب:"ان تعبد الله كما تراه فان لم تكن تراه فهو يراك".
ركزت مضامين الشريعة الاسلامية على إتقان جودة الأهداف في واقعيتها وشمولها وتوازنها وتأكيدها على استمرارية التحسن المضاف من باب واجب فطري ديني به يستطيع الإنسان ان يتبصر في ملكوت الله بعد إثارة التفكير العلمي والبحث والاستقصاء مع الحرص على ضرورة مراعاة الدافع والنظرة المستقبلية نحو تحقيق واجب العدل والمساواة والسعي الى القيم المضافة المتميزة التي تتمثل في شمول المحتوى وتوازنه، وارتباطه بالأهداف المنبثقة من ببيئة الفاعل الى مدى المفعول مع مراعاة محتوى المستجدات والمتغيرات والتطورات التي تتحرك وفقها مستجدات الأحداث والحركة في المجتمع عبر منتجات الفكر البشري، والتي أساسها تتابع الخبرات الفكرية بصورة متدرجة مستبصرة نحو العلاقات النظمية التي تربط بعضها ببعض.
تحقيقاً للمعايير التربوية النابعة من الفكر الإسلامي تهدف الجامعة، ضمان مستوى عالٍ لنوعية سيرورة التعليم والتعلم من خلال ضبط نوعية القيمة المضافة للخدمات والمنتجات بالاستناد الى أسس ومعايير علمية ومهنية شاملة، والتي تؤكد على تجويد التعليم وتميزه بالإتقان من خلال النصوص الصريحة التي أوردها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة و أقوال الصحابة، واجتهاد ات علماء التربية والتعليم المسلمين الذين ربطوا وصلات الحضارة الإنسانية والمنتوج الحضاري للبشرية.
سعى الإسلام دائما تحقيق الإتقان في كل مجالات الحياة، وربط ذلك بأمانة العمل وإخلاص النية فيه التي هي قناعة ومسؤولية فردية، لان الإتقان البشري يقتضي دائما القناعة الفكرية، وتوفر الشروط المفعلة للأداء السليم والأداء المتميز دون تفريط ولاتمني.
ركزت الشريعة الاسلامية على جودة الأهداف في واقعيتها و شمولها وتوازنها و تأكيدها على استمرارية التعلم من باب واجب فطري ديني به يستطيع الإنسان ان يتبصر في ملكوت الله من خلال إثارة التفكير العلمي والبحث والاستقصاء مع الحرص على ضرورة مراعاة الدافع والنظرة المستقبلية نحو تحقيق واجب العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
أشارت العديد من الدراسات أن معايير جودة المحتوى التعليمي تتمثل في شمول المحتوى وتوازنه وارتباطه بالأهداف المنبثقة من ببيئة المتعلم مع مراعاة المحتوى للمستجدات والمتغيرات والتطورات التي تتحرك وفقها مستجدات الأحداث والحركة في المجتمع مع منتجات الفكر البشري، والتي أساسها تتابع الخبرات التعليمية بصورة متدرجة مستبصرة نحو العلاقات النظمية بعضها ببعض.
يتحقق امتياز الأداء من تطوير المجهود وتتبع متوالية الجودة من مدخلات العملية التعليمية وكل ما يرتبط بها من اجل إنتاج مخرج قابل للتأهيل والنمو ليصبح من المخرجات المقبولة وممكن ان يحقق الامثلية ويحصل على الامتياز باستمرارية التعلم من قبل الطالب حتى نهاية الدور الأدائي.
وقد يحسد الإنسان طالب العلم للمكانة التي أحاطه الله بها فقد قال سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم" إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع". كما أن الإسلام ربط بين العلم وسعادة الآخرة حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " من سلك سبيلاً يطلب به علماً سلك الله به سبيلاً إلى الجنة". رغم انه أكد في حديث أخر بقوله (ص): " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".
يفهم بعض قصيري النظر انه مطلوب التعلم والتعليم فقط في الأمور الدينية، لكن الإسلام هو دين الفطرة والنية والإخلاص، ولا يقبل بالدرجات العلى من الأعمال إلا ما أتقن وكانت النية فيه خالص الإتقان وتحقيق الأمثل الممكن، وهو الذي يتميز بتميز النية والجهد.
الامتياز أساس نمو وتطور الإنسان وبنائه روحياً وفكرياً وجسدياً، في إطار من التوازن يمكنه من أداء رسالته والقيام بدوره الاستخلافي على هذه الأرض موفقاً بين متطلبات الدارين مصداقاً لقوله تعالى: "وهو الذي جعلكم خلائف الأرض" (الأنعام، اية165) وقوله: "ويجعلكم خلفاء الأرض".(النمل، 62). لذلك كانت رسالة الإسلام واضحة في تناولها لكل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية والتربوية والعلمية مصداقاً لقوله تعالى:" مـا فرطنا فـي الكتاب من شـيء". (الأنعام، أية 38).
ان تميز الأداء هو محور الانطلاق نحو تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، لأجل بلوغ الكمال الإنساني إلى قمته قولاً وعملاً، ورغم أن الكمال لله وحده إلا أن المطلوب الوصول بالإنسان إلى مرتبة الامتياز باعتباره خليفة الله علـى الأرض. (العمايرة، 1999،ص 178).
يسعى الامتياز الى تحقيق مخرج ذو كفاءة داخلية وخارجية وقوة الصمود والفوز بالمنافسة ضمن أداء وخطط نمو معينة المسار نحو الدينامية الحركية الفعالة لتفعيل الأداء المتميز. فهو يسعى الى توفير أسس ومعايير مهنية لضمان وضبط النوعية في الجامعة. كما يعبر عن مؤشر تحسين وتطوير الأداء الأكاديمي والإداري والمالي، بالإضافة الى تأسيس نظام تقويم ذاتي شامل بضمان النوعية حسب المهمات المعتمدة في المعايير لتحقيق الأهداف بصورة عملية ومهنية.
حمل الإسلام المسؤولية لولاة الأمر والأبوين، والعلماء في توفير فرص التعليم، وهذا يأتي انسجاماً مع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وقوله أيضا:"من تعلم علماً ولم يعلمه لجم بلجام من النار يوم القيامة"، في إشارة واضحة لتحقيق الجودة الشاملة للتعليم التي أصبحت اليوم من أهم الشعارات التربوية.
أكد الإسلام على استمرارية التربية والتعليم، واعتبرها عملية ممتدة تتسع آفاقها وأبعادها العمر كله لتحقيق النمو المتكامل في شخصية الفرد، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". وقد بدأت المؤسسات التربوية في الولايات المتحدة وأوروبا في السنوات الماضية سباقاً محموماً باتجاه تحقيق الجودة في النظم التعليمية، كما بادرت العديد من المؤسسات لإنشاء مراكز ومؤسسات ودوائر لإدارة الجودة الشاملة فيها.(مصطفى، 2002، 32).
ان تبني الجامعات لنظام التميز من خلال الجودة الشاملة، يعتبر العنصر الأساس في نجاحها وتطويرها، وتمكنها من أداء واجباتها المجتمعية والعلمية، والامتياز توجه مهم يعمق الحركة نحو غرس النوعية ورعايتها وضبطها، وقد جاء مفهوم نظام التميز للوصول الى الامتياز، ليضفي مزيداً من الرصانة الجدية والوضوح، على الدعوات التي كانت دائماً تنادي بالاهتمام بالنوعية والجودة الشاملة في مجالات العمل المختلفة، وخاصة في المؤسسات التربوية والتعليمية.
ومن الضروري أن تقوم كل جامعة بتطبيق نظام تحقيق الامتياز، ليشمل جميع أنواع عملياتها الأكاديمية والإدارية والمالية، وذلك من خلال إتباع نظامين ضروريين، هما ضمان النوعية وضبطها، وتطوير أسس تطبيق الجودة الشاملة وذلك بإنشاء دائرة تتابع تميز النوعية والجودة فيها، لضمان قدر كبير من الدعم والفعالية والاستمرارية في أداء مهماتها، وتحقيق الجدوى من جهودها